أصوات من الإسكندرية الكوزموبوليتانية
تاريخ النشر
الإسكندرية —
تحتفل مكتبة الإسكندرية يوم الأحد الموافق 19من نوفمبر بإصدار كتاب "أصوات من الإسكندرية الكوزموبوليتانية". أعد هذا الكتاب مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط التابع لمكتبة الإسكندرية، تحت رعاية جامعة لندن متروبوليتان، وبرنامج التراث الأورومتوسطي، ومشروع أصوات البحر المتوسط، بتمويل من الاتحاد الأوروبي. "أصوات من الإسكندرية الكوزموبوليتانية" هو توثيق للتراث الشفهي لمدينة عريقة جمعت، في فترة ما، عدداً كبيراً من الجنسيات والحضارات والثقافات والانتماءات صهرت فيها جميعاً مكونة مزيج فريد يقتصر علي هذه المدينة.
يحتفل الكتاب بالطبيعة الكوزموبوليتانية الفريدة التي تميزت بها مدينة الإسكندرية من خلال أصوات رجال ونساء عاشوا فيها في أزهي عصورها، وتأثروا بها لدرجة قلما أثرت بها مدينة في من عاشوا فيها. فأشار كل الشخصيات التي يحكي الكتاب قصصها إلي الهوية الخاصة التي اكتسبوها من خلال تجربتهم في الإسكندرية والتي لم تنتفض عنهم حتى في أسفارهم وحياتهم في أوروبا، بل تمسكوا بها وتمسكت بهم، معرفين أنفسهم كسكندريين، حتى بعد مرور عقود علي مغادرتهم لها.
يشهد رواة "أصوات من الإسكندرية الكوزموبوليتانية" أن العناصر المختلفة التي كونت المجتمع السكندري المتنوع، لم تشعر باختلاف فيما بينهم، أو بينهم وبين المصريين، مسلمين أو أقباط. عاش اليونانيون والايطاليون واليهود والأرمن والفرنسيون وسط المصرين دون أن يشعروا بالاختلاف. ويعيد المطرب اليوناني ديمس روسوس حبه وفهمه المبكرين للموسيقي إلي تنوع الأغنيات التي كان يستمع إليها في الإذاعة السكندرية، من إيطالية، ويونانية، وفرنسية، وعربية.
ويحكي أيضا عالم الأنثروبولوجي أحمد أبو زيد أن تقارب العناصر المختلفة بالإسكندرية وصل إلي عالم الجريمة، حيث كان يتجمع فقراء "الفتوات" واللصوص من جميع الأصول لنهب قطارات الشحن التي كانت تنقل المؤن للجنود البريطانيين.
ما يقدمه "أصوات من الإسكندرية الكوزموبوليتانية" للقارئ، هو نوع فريد من الثقافة الإنسانية التي لا تنقل المعلومات التاريخية حول حال مدينة ما في وقت ما فحسب، بل ينجح أيضاً في نقل روح المدينة وأهلها من خلال الدفء الفريد الذي ينضح من النص: الدفء السكندري.