افتتاح مؤتمر "تعارف الحضارات" بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
بدأت يوم الأربعاء 18 مايو 2011 فعاليات مؤتمر "تعارف الحضارات" والذي يستمر على مدار يومين بمشاركة أكاديميين وباحثين من دول مختلفة.
ألقى الكلمة الافتتاحية الدكتور محمود عزب؛ نائبًا عن شيخ الأزهر، تحدث فيها عن الإسلام كتراث مشترك بين المسلمين وما سبقهم من الأمم تتأسس فلسفته على الوحدة العضوية مع الرسالات والحضارات الأخرى من منطلق التعارف والتكامل لا الصراع. وأكد على دور الأزهر التاريخي كمصدر إلهام وأنه لن ينزلق إلى جدال واهي حول فوضى المصطلحات من دولة دينية ودولة مدنية.
وتحدث الدكتور زكي الميلاد في الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان "تعارف الحضارات: الفكرة والتأسيس" عن مفهوم حوار الحضارات عند المفكر الفرنسي روجيه جارودي والرئيس الإيراني محمد خاتمي حيث يعتبر جارودي أول من أصّل للمفهوم بينما دعا خاتمي لتخصيص عام دولي لحوار الحضارات. وطرح الميلاد رؤيته لتبني مفهوم "تعارف الحضارات" بشكل أوسع كسبيل للانفتاح على العالم والبحث عن التقدم الحضاري.
أما الدكتور سيف الدين عبد الفتاح فقد تناول الإشكاليات المنهجية والمعرفية لبناء مفهوم "التعارف الحضاري"، وأشار إلى وجود عدد من مضادات التعارف؛ مثل الجهل، والتجاهل، والصدام، والتحيز، والعنصرية، والاختزال، والتنميط، والطغيان. وتتطرق أيضًا إلى التأصيل القرآني لمفهوم "تعارف الحضارات" والمذكور في الآية 13 من سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، كمفهوم إنساني موسع ينتقل من الفرد إلى الجماعة إلى الإنسانية بشكل عام.
وطرح مدحت ماهر تساؤلات عدة تثرى التنظير للمفهوم مثل مدى إمكانية الاستناد إلى آية قرآنية واحدة في التأصيل للمفهوم حيث أن السيرة النبوية تعطي للمفهوم معنى دلالي ملموس، ومنهجية تفسير المفهوم حيث يمكن أن يشير إلى الحد الأدنى من التعارف لا التواصل، وتاريخية الحالة علاقتها بالثوابت والمتغيرات. وأكد على أهمية الجنوح للواقع وتوصيفه وطالب أن يكون المفهوم أكثر عملية وينتقل إلى الممارسة وأن يكون كذلك مدخلاً للتعرف على الذات.