جلسة الحوار الثلاثي تناقش التفاعل الثقافي بين الأديان والحضارات وأثره في حل الصراعات

تاريخ النشر

الإسكندرية— شهد مؤتمر "حوار الشعوب والثقافات في المنطقة الأورومتوسطية والخليج" والذي ينظمه معهد دراسات السلام التابع للحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام بمكتبة الإسكندرية في الفترة من 19 إلى 21 يناير الجاري، جلسة حوار ثلاثية بعنوان "أثر الحوار والتفاعل الثقافي على حل الصراعات"، والتي أداراها السيد يان هننجسون، مدير المعهد السويدي بالإسكندرية.

وفي بداية حديثه أشاد السيد هننجسون بدور مكتبة الإسكندرية كمنارة للمعرفة ودور مديرها الدكتور إسماعيل سراج الدين، الرائد في مجال تشجيع الحوار خاصة بين الشباب. وأكد أنه لا يمكن ممارسة العلم دون ثقافة وحضارة وأنه لابد من التركيز على قيم الابتكار والاختراع وذلك في إطار نظام من المعرفة. مضيفاً أن العلم يمكن أن يقوم بتجميل بعض الأشياء ولكن النجاح يمكن أن يزيد من جمالها.

وقد بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية كلمته معرباً عن سعادته باحتضان المكتبة للمؤتمر على أرض مصر مما يعبر عن رغبة صادقة لدعم جسور التفاهم بين الحضارات العالمية المختلفة.

وأوضح سيادته أن للتسامح والانفتاح على الآخر أكبر الأثر على إثراء ثقافتنا وحضارتنا. وركز على موضوع الهوية الثقافية اليوم التي أصبحت مهددة بسبب العولمة وسيطرتها، وهى تهتز بقوة الاستيراد الثقافي واللغوي. وأضاف أن العالم المسلم العربي ليس العالم الذي كان متميزاً، فاليوم يعتبر العالم العربي ذاته ضحية للغرب الظالم، لذا يجب أن تشعر الشعوب العربية بالأمن لكي يعم السلام مرة أخرى.

وأشار سراج الدين إلى أهمية أن تطبق الديمقراطية وأن نفعل أولويات الأكثرية. وقال إن علينا إدراج بعض القضايا مثل المهاجرين واللاجئين ضمن أهم القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان. وفي ختام كلمته ناشد الدكتور سراج الدين الحاضرين بأن يتحول الحوار إلى أفعال وإنجازات.

ثم أعطيت الكلمة للدكتورة ليلى تكلا، رئيس مجلس أمناء برنامج الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مصر، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري، والتي تعد من أهم المنادين بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة من أجل السلام.

وقالت أن النظريات التي قامت في الآونة الأخيرة حول تصادم الثقافات والأديان والتي تمت الموافقة عليها من قبل البعض، أدت بنا لحالة من التمييز لمجرد وجود الاختلافات. وأضافت أن التراث المشترك بين المسلمين والمسيحيين موجود ولكنه غير معلوم للجميع. فقد أشار القرآن الكريم في سورة البقرة أن الله منح المسيح المعرفة، وأن ميلاده معجزة. كما أن مبادئ الإسلام الأساسية تشابه مبادئ المسيحية، وقد ذكرت قصة ميلاد المسيح في القرآن في سورة آل عمران ومريم كما ذكرت ما جاء في هذا الشأن في الإنجيل.

وأكدت أنه يجب علينا أن ننبذ العنف، خاصة إذا تداركنا أبعاده الاقتصادية والسياسية والتضارب في المفاهيم، مما يجنبنا المشاكل، كما أن التحرك الأساسي في هذا الصدد يجب ألا يكون على أساس نظريات الصراع.

وأشادت الدكتورة تكلا بالدور الفعال الذي تقوم به حركة سوزان مبارك الدولية في بحث المناهج المدرسية ورفض التمييز والتعصب.

ثم تحدث الدكتور جينجيز أكتار (Cengiz Aktar)، وهو مدير مركز الأبحاث والوثائق الأوروبية بتركيا، والذي قاد الجهود الدبلوماسية من أجل أن تصبح اسطنبول عاصمة الثقافة الأوربية عام 2010. وقال أننا نبحث اليوم عن معرفة أثر التعامل والحوار الثقافي ولكنة أضاف أن هناك الخطر يظهر في الأفق حيث أن الثقافة تعتبر اليوم ذريعة لعدم الحوار.

وتطرق أكتار إلى حالة تركيا والاتحاد الأوروبي، وتحدث عما أثاره بعض الساسة في الدول الأعضاء أن الحجج بسيطة ولكنها غير معروفة دائماً وأن الإحباط موجود، خاصة مع وجود أفكار تدعو بأن الإسلام خطير، وأن الأتراك مسلمون وبالتالي فهم خطرون. واختتم أن هناك كثير من المفاهيم وكذلك الأذهان التي تشير إلى أن الإسلام دين لا يتغير، ولكن هناك اجتهادات تواكب العصر.


شارك

© مكتبة الإسكندرية