مكتبة الإسكندرية تحتفل بمرور عامين على إفتتاحها
تاريخ النشر
نقل الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية للسادة الحضور تحية السيدة الفاضلة سوزان مبارك وتقديرها للدور الذي أداه الإتحاد الأوروبي في دعم ومساندة رسالة المكتبة. كما ألقى كلمة نيابة عن سيادتها بمناسبة مرور عامين على افتتاح المكتبة عبرت فيها عن أسفها لعدم تمكنها من حضور الحدث الذي تشوقت للمشاركة فيه وذلك بسبب مسئولياتها خارج مصر. وأكدت سيادتها على إصرارها على استمرار أحداث الاحتفال. أشارت سيادتها إلى الأحداث الأليمة التي دارت في طابا والتي تدل على استمرار وجود العنف والكراهية إلى يومنا هذا وهي ظاهرة كونية تصدم عقولنا وضمائرنا بضحاياها الأبرياء ولكنها في الوقت ذاته توضح أهمية الرسالة التي تنقلها مكتبة الإسكندرية والدور الذي تلعبه في مد يد السلام في عالم ملئ بالحروب والصراعات والمناداة بالتسامح والحوار والتفاهم العالمي في مواجهة كل من ينشر التعصب والتطرف والغموض، والترويج للثقة والانفتاح.
وأعربت السيدة سوزان مبارك عن أهمية مشروع مكتبة الإسكندرية بالنسبة لها منذ أن كان مجرد حلم يراود الأذهان ومنه إلى إعلان أسوان عام 1990 وللحظة التاريخية التي تم فيها افتتاح مبنى المكتبة للجمهور منذ عامين. كما عبرت عن سعادتها لرؤيتها وهي تنمو بسرعة لتثبت وجودها الفعال في مصر وعلى الساحة الثقافية بالعالم أجمع ولتواجد أصدقاء المكتبة ومساندتهم وحكوماتهم لدعم رسالتها. وأكدت على الجهود التي قاموا بها ومشاركتهم التي أسهمت في تمكين المكتبة من اتخاذ مكانتها كمنارة ثقافية وفكرية. فقد قامت المكتبة بإرساء قواعد مؤسسية قوية. كما بدأت المراكز البحثية التابعة للمكتبة أن تنتج ثمارها. وما نراه اليوم في الإسكندرية، أو في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب لا ينطبق عليه إلا أعلى المعايير الدولية. وأخذت المكتبة على عاتقها مسئولية قضايا صعبة وهامة مثل حرية التعبير، الإصلاح الإقليمي، وتحول مسار التعليم في مصر، وغيرها. وتستعد مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المعهد السويدي، ووزارة الخارجية، لاستقبال مؤسسة آنا ليند التي ستساعد على توطيد روابط التفاهم عبر المتوسط.
دعت سيادتها إلى أهمية توجيه تفكيرنا صوب التخطيط والمستقبل، وتأكيد استدامة هذه المؤسسة وإلى المساندة المالية والتقنية من أصدقاء المكتبة، وكل من يؤمنون بمبادئ التسامح، والعقلانية، اكتساب العلم، والحوار، وكل ما تمثله مكتبة الإسكندرية. المبادئ والقيم التي نحن بحاجة ماسة إليها في العالم اليوم. نحن نعيش أوقات تتطلب تعاون كل أصحاب النوايا الحسنة... لنفكر سوياً في جميع الطرق التي من شأنها أن تجعل مكتبة الإسكندرية مؤسسة رائدة.
ويمكننا من خلال جهودنا المشتركة أن نجعل مدينة الإسكندرية لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط مرة أخرى... وأن نعيد لمكتبة الإسكندرية مكانتها كمنارة للفكر والعلم والتسامح والحوار.
كما استعرض الدكتور إسماعيل سراج الدين أمام سفراء دول الإتحاد الأوروبي مشروعات مكتبة الإسكندرية التي تم الانتهاء منها والجاري تنفيذها والتي يتم التخطيط لتنفيذها خلال الأعوام القادمة، وقدم ذلك باستعراض لما تحتويه المكتبة من مكونات منها المكتبة الرئيسية، التي تتسع لثمانية ملايين كتاب، وست مكتبات متخصصة (للأطفال، والنشء، والمكفوفين والمعاقين بصرياً، والميكروفيلم، والكتب النادرة، والمجموعات الخاصة)، وثلاثة متاحف (متحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم)، وقبة سماوية، وقاعة استكشافات، وثلاثة معارض دائمة، وخمس قاعات عرض فنية متنوعة للمعارض المؤقتة، وقاعة للمؤتمرات لاستضافة آلاف الزوار، وسبعة مراكز بحثية تغطي مجالات (المخطوطات، وتوثيق التراث، والخطوط والكتابة، والعلوم المعلوماتية، ودراسات ا لإسكندرية والبحر الأبيض المتوسط، والفنون، والبحوث العلمية)، ومنتدى للحوار لتشجيع الفكر الحر، والمناقشات الخلاقة، والناقدة.
ومن أبرز المشروعات التي تم الانتهاء منها في المكتبة مشروع رقمنه تراث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي تم بالتعاون مع مؤسسة الرئيس جمال عبد الناصر التي أسستها كريمته الدكتورة هدى عبد الناصر، ومشروع رقمنه كتاب وصف مصر الذي تم في إطار جهود مكتبة الإسكندرية لإقامة قطاع لتكنولوجيا المعلومات يضع مصر على الخريطة الدولية في هذا المجال.
كما أعلن الدكتور إسماعيل سراج الدين عن بدء مشروع المليون كتاب الذي يطمح إلى تحويل جميع الكتب المنشورة إلى كتب رقمية، وهو يمثل شراكة بين مكتبة الإسكندرية، والعديد من المؤسسات الدولية، وذلك لخلق مكتبة رقمية عالمية مُتمثلة في استعمال التقنية الرقمية لإتاحة إبداع الفكر الإنساني لملايين الأشخاص في العالم بشكل مُستدام. تعمل مكتبة الإسكندرية وشركاؤها من دول (الصين، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية) على رقمنه مليون كتاب بحثي خلال ثلاث سنوات، وإتاحتها عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). وأعلن عن قيام المجموعة العربية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا بالمكتبة وتأسيس أكاديمية مكتبة الإسكندرية التي أُنشئت لدعم التميز في العلوم والفنون، والإسهام في بناء علاقات دولية جيدة بشكل مبدئي من خلال التعاون بين العلماء، والمفكرين، والفنانين، وكذلك لنشر قيم العلوم، وثقافة العلوم في مصر والمنطقة، ودعم الانفتاح على ثقافات الآخر، وذلك من خلال حوار الثقافات، كما أنها تشجع على التسامح، والعقلانية، والحوار.
ونوه لبدء فعاليات مركز دراسات الإسكندرية والبحر الأبيض المتوسط الذي يهدف إلى إحياء الدور التاريخي الذي لعبته الإسكندرية، وحضاراتها في المنطقة من خلال إعادة اكتشاف روح التعددية، والتسامح، والتعاون للمدينة لتعتلي مرة أخرى مكانتها بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط. يقوم المركز بإجراء الأبحاث المتخصصة عن مدينة الإسكندرية، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى رقمنه، وحفظ تراث المدينة. ويجري حالياً تجميع، وتكوين قاعدة بيانات تحتوي على الموارد الأولية، والثانوية المتعلقة بالتاريخ، والأدب، والفنون الخاصة بمدينة الإسكندرية. تتضمن الأبحاث الدائمة نموذجًا رقميًّا لعمارة فنار الإسكندرية وكذلك الأبحاث التي أجريت على تراث الإسكندرية في العصر العثماني. كما يقوم المركز بإعداد، وتوثيق المادة الخاصة بثلاثة من رواد السينما المصرية الذين عاشوا وبدءوا عملهم، وتأثروا بمدينة الإسكندرية وهم يوسف شاهين، وتوجو مزراحي، ومحمد بيومي. أقام المركز أول مؤتمراته الدولية بعنوان "بعث روح، وإحياء مدينة: حب الإسكندرية في القرن الواحد والعشرين"“Evoking the Spirit Recreating the City: Alexandrianism in the 21st Century” في إبريل 2004، وذلك لتشجيع الدراسة، ولنشر المعرفة المتعلقة بماضي، وحاضر، ومستقبل مدينة الإسكندرية. يقوم المركز بنشر سلسلة كتيبات تتناول موضوعات متخصصة، أو شخصيات بارزة لها علاقة بالإسكندرية منها سيرة زوغيب، طوسون: أمير الإسكندرية، وإسكندريتي لديزموند أوجريدي. ولتوفير المزيد من المعلومات عن مدينة الإسكندرية، يقوم المركز بإعداد خريطة ثقافية لمدينة الإسكندرية، وكتاب بعنوان "نشرة الإسكندرية: حقائق وأرقام المدينة المعاصرة". يتم أيضاً إعداد كتاب عن المشاهد الطبيعية لمدينة الإسكندرية. تتضمن أنشطة المركز أيضاً مشروع "مدن المتوسط: حوار مابين الحضارات" الذي يهدف الى تبني، ونشر الحوار عبر مدن المتوسط، ومشروع "أصوات عبر المتوسط: التاريخ الشفهي والممارسات الثقافية عبر المتوسط" وهو مشروع آورومتوسطي تراثي ثانٍ II، ويحتوي على صفحة إلكترونية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وإصدارات خاصة تهدف إلى حفظ جميع الأدلة الشفهية التي تؤكد التنوع الثقافي عبر مدن البحر المتوسط. كما يرعى المركز مختلف الأحداث التي تتبنى الحوار الثقافي. تضمنت هذه الأحداث تنظيم حفل موسيقي أحياه الفنان جورج موستاكي في إبريل 2004، بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية، ومركز الفنون بمكتبة الإسكندرية. يتم تشجيع الحوار الثقافي عن طريق دعوة مختلف الفنانين من مختلف الدول للإقامة بالإسكندرية، والعمل مع الفنانين المحليين. بدأت هذه التجربة مع جوسليين موتوا، الفنانة البلجيكية، وهي مُقيمة حاليًا بالإسكندرية. قامت هذه الفنانة بالتعاون مع نظيرتها المصرية بإقامة معرض عن الإسكندرية بعنوان "مساحة للذكريات".